اليمامة - قسم التحقيقات
زاخرة بالبضاعة وان مرت عليها سنوات عجاف ، متداخلة فيما بينها ، لكن لكل سوق من اسواقها (المندثرة) او التي لازال الكثير منها موجودا ، كانه بقايا مدينة خاوية ! ، اسواق البصرة ، لاتشبه اسواق المدن الاخرى ، فهي لاتعدوا اكثر من دكاكين وبسطات (خاوية) و(بائسة) وان عمد الاهالي الى تجديد القديم منها بين حين لآخر ، لكن المشكلة الأهم في الموضوع هو البنية التحتية لهذا الاسواق البائسة . ، عن اسواق البصرة وبنيتها التحتية وغياب التخطيط الحكومي لتطويرها نتوقف عند هذه المحاور التي ننقل فيها وجهة نظر المواطن ونطرح تساؤلاته المشروعة .
اطيان ومياه مجاري !
فصل الشتاء ، فصل ثقيل وصعب يمر على اسواق البصرة ، فعند نزول اول زخت مطر تغرق الازقة الضيقة لاسواق المغايز والخضارة والسماكة والمطاعم و... و...، لدرجة ان المواطن لايتمكن من الانتقال ولو لامتار قليلة ، هذا ما يقوله المواطن (حمزة عبد الزهرة) ، ويضيف : المشكلة ليست في الوحل ، ومياه الامطار ، المشكلة في طفح المياه الثقيلة واختلاطها مع مياه الامطار ، ملابس الناس ستكون مشبعة بمياه المجاري ، وهذا الامر غير مقبول على الاطلاق . ، اما المواطن (احمد عبد السادة) ، فيقول : اسواق البصرة بلا شبكات للمياه الصرف الصحي او شبكات لتصريف مياه الامطار والموجود حاليا قديم والصيانة التي تقوم بها الدوائر البلدية لاتنهي المشكلة ويضيف : من الافضل ان تعالج المشكلة قبل حلول فصل الشتاء ، لان الحلول الترقيعية لا تحل المشكلة حسب رايه .
بسطات ومحال قديمة
مدينة مهمة اقتصادييا وجغرافيا وسياسيا مثل البصرة ليس فيها اسواق عصرية ، يعتبر اجحاف بحق المدينة ، هذا ما يقوله المواطن ( مرتضى محسن) ، ويضيف :
نتابع من على الفضائيات ما موجود في دول عربية مجاوره لمدينة البصرة ، نشعر بالاسى لان المدينة التي تعطي خيراتها لكل العراق ، وهذا الامر لا اعتراض عليه لان ثروات العراق هي ملك لكل العراقيين من الشمال الى الجنوب ومن الشرق حتى الغرب ، لكن في المقابل من حق البصرة ، ان تكون فيها مدارس تستوعب على الاقل نصف الاعداد الموجودة من الطلبة ، لا ان تكون الصفوف المدرسية تغص بالتلاميذ لدرجة يصعب على المدرس او المعلم ان يعطي المادة بشكل جيد للطلبة ، ان يكون في البصرة محطات كهربائية عملاقة ، تنهي معناة المواطن في فصل الصيف ، لا ان يكون الاعتماد على المولدات الاهلية . ، ان يكون فيها مسرح وقاعة جيدة للمناسبات ، ان يكون فيها سوق عصري متكامل ، كما في باقي دول العالم الاخرى . ، اما المواطن (حسون عبد الجليل) ، فيقول : لايمكن ان تنطبق كلمة اسواق على (الخضارة والسماكة و ساحة ام البروم ) لانها عبار عن مجموعة من البسطات ، ويضيف : نتمى ان تضع الحكومة المحلية في اولويات الاعمار مسالة بناء اسواق عصرية في البصرة لانها مهمة كونها جزء من واجهة المدينة .
عندما يخيم الظلام
عندما يخيم الظلام على المدينة وتهدا حركة الناس داخل الاسوق ، تشعر وانت تسير بين بسطاتها المتهالكه وكانها بقايا مدينة جرفها الطوفان ! ، مدينة مهجورة ، يحيط بها الظلام الدامس من كل اتجاه ، هذا ما يقوله المواطن ( رعد هاشم ) ويضيف: عجبا لمدينة اسواقها ليس فيها انارة في الليل والعجب كل العجب ان ترى النفايات وقد تكدست ، هنا وهناك!!. ، اما المواطن (صادق كاظم) فيقول : ذات يوم تاخرت في عيادة احد الاطباء ، شعرت ان ولدي الصغير الذي لايتجاوز عمره العشر سنوات ، خائف ويمشي بخطوات مرتبكة ، اعتقدت ان السبب حالته الصحية ، لكنه فاجئني ، عندما قال : (بابا ليش اجينه منا لو طالعين من غير مكان مو احسن؟) ، شعرت بمدى الخوف الذي اصابه لان السوق الذي مررنا به قد خيم عليه الظلام ، ويضيف قائلا: هذا الامر لايمكن ان يحصل حتى في افقر الدول .
غياب التخطيط
في كل دول العالم هناك جهة معنية في مسالة التخطيط وهي وزارة التخطيط ، لكن في العراق حتى وان كانت هناك وزارة للتخطيط لانجد لها صدى في مسالة البناء والاعمار ، شبكات المجاري التي تنفذ ، بلاتخطيط ، المؤسسات الخدمية من تعليم وصحة وكهرباء وخدمات بلدية ، عندما يوضع حجر الاساس لها في القضاء او الناحية لايرعى فيها مسالة التخطيط ، مع انه مهم لانه يعطي بعدا زمنيا يمتد لعشرات السنين ، عندما نريد ان نشيد مستشفى ، علينا ان ننظر الى الكثافة السكانية لمدى عشر او عشرين سنة قادمة .، يقول المواطن (راضي حميد) ، بلا تخطيط لايمكن ان تبى المدن ، وبلا وجود تخطيط لايمكن ان ننهض بالاقتصاد والبناء وننجح في اقامة المشاريع ويضيف : نتمنى على المؤسسات التي تنفذ حاليا عدد من المشاريع في البصرة او في غيرها ان تراعي مسالة التخطيط للمستقبل .
معالجة المشكلة
ليس هناك مشكلة في العالم ليس لها حل ، والحل لمشكلة الاسواق في البصرة هو نقل الاسواق الحالية الى اماكن اخرى ، ثم تهدم الاسواق او بالاحرى ماتسمى بالاسواق وتبى بدلا عنها اسواق اكثر تطورا ، فيها كافة الخدمات و تكون شاخصا حضاريا للمدينة ، وان تتولى مسالة التنفيذ شركات متمكنة ، لديها الخبرة في هذا المجال وان تكون قد نفذت قسما من مشاريعها في دول اخرى غير العراق ، وقبل كل هذا يعلن عن اقامة مسابقة لتصميم سوق عصري متكامل يضم كل البضائع التي يحتاجها المواطن لسد حاجاته اليومية .
