آخر الأخبار

نظرة المجتمع للمرأة المطلقة

المرأة المطلقة كائن تتوزعه قسوة الأهل 
وقيود المجتمع بأعرافه العشائرية


اليمامة - ماجدة التميمي

تحتل المرأة المطلقة ذيل التصنيف من ناحية نظرة المجتمع إليها وكأنها ارتكبت أبشع الجرائم، ولا أبالغ إن قلت أنها تعامل وفق المادة أربعة إرهاب كونها وحسب وجهة نظرهم المستمدة من العصور الجاهلية هي من سعى إلى هذه المكانة متناسين الطرف الآخر الذي يمتلك زمام الأمور في مجتمعنا الشرقي بصورة عامة ومجتمعنا العراقي بصور خاصة والذي يعامل معاملة إن لم نقل جيدة فهي طبيعية، ألا وهو الرجل الذي لأبسط وأتفه الأمور يتخلى عن شريكة حياته ونصفه الثاني مبررا ذلك بأنه ابغض الحلال وانه وصل إلى طريق مسدود في علاقته معها . ونحن لا نشكك بذلك إن كان فعلا الطريق مسدود ولا ضرر بالانفصال فهو الحل الأمثل، لكن أن تتحمل هي كل تبعات ذلك إلى آخر عمرها هذا هو الإجحاف بعينه والظلم الذي لا يرتضيه ديننا الحنيف ولا الإنسانية بكل توجهاتها.

وأقول لكم أن الطلاق أهون من نظرة المجتمع إليها، فالكل يتجنبها والكل يبخسها حقها والكل يسعى لظلمها ولا نعرف السبب، هل هو لأنها امرأة في مجتمع شرقي؟ أم لأنها الأضعف ؟ أو لأنها عورة كما يعتبرها البعض؟ .

ولو سألت احدهم لقال هي كل ذلك، وحتى الذين يتعاطفون معها هم أصلا غير مقتنعين ولكنهم فقط إعلاميون متضامنون، إي أنهم من خلال وسائل الإعلام ينادون بحقوق المرأة لكنه مجرد إعلام يكسبون به الجمهور . فلو كانوا صادقين لسعوا لتغيير هذه النظرة البائسة لهذه المرأة المسكينة وهم يمتلكون كل الأدوات لذلك وهي ليست بالمهمة العصية على أصحاب الإرادة، ولكن للأسف الشديد كل في واديه يهيم وكل مشغول بنفسه وكأنه يعيش لوحده في هذا الوطن . ومصيبة المطلقة أنهم جميعا يجتمعون ضدها وكأنها القضية الوحيدة التي يجب أن يتحدوا من اجلها، ولو قال احدهم غير ذلك لقلت له انك لست من أهل هذا البلد ولجئته بأمثله لا تعد ولا تحصى من النساء اللواتي تعرضن لأبشع صور الذل وسلب الحقوق لا لشيء إلا لأنهن ذهبن ضحية لحظة غضب يمر بها أزواجهن.

وقالت ام علي ربة بيت الامر الطلاق مسألة جدا طبيعية خاصة اذا كانت الحياة الزوجية بين الزوجين صعبة الاستقرار فمن باب اولى ان يفترقا ولا اعتقد ان المرأة المطلقة هي عار على العكس يجب معاملتها بنوع من الاهتمام خاصة من قبل اخيها الرجل حتى لا تؤخذ نظرة سلبية على عامة الرجال وتفقد ثقتها بالرجل، من جانب اخر على المرأة المطلقة ذاتها ان تتكيف على هذا الواقع الذي آلت اليه وتحافظ على توازنها لتتمكن من النهوض على قدميها بعدما ظلمتها الحياة.

اما المحامي سعد يوسف فيرى ان المرأة المطلقة مغلوب على امرها فهي تعاني الامرين قسوة الاهل وقسوة المجتمع فالاهل يعتبرونها عالة عليهم يجب التخلص منها باي طريقة، والمجتمع يسخط عليها ويعتبرها هي مرتكبة الخطأ والسبب الاول في ايقاع الطلاق، ان المجتمع لا يرحم المرأة المطلقة على الرغم من ان قانون الاحوال الشخصية النافذ حاليا اعطى المرأة المطلقة حقوقها كاملة حتى جعلها هي الحاضنة لأولادها مضيفا ان المرأة نفسها يجب ان تناضل من اجل ان تمتص نقمة المجتمع لها وتاخذ دورها.

فيما ترى عالية خميس امرأة مطلقة ان المشكلة التي تعاني منها المرأة المطلقة لا يمكن لاحد غيرها ان يفهم ما تعانيه لعلها سوف تعيش بقية حياتها وكانها ملعونة فعندما تخرج يجب ان لا تكون وحدها لان الالسن سوف تتناقل خبر خروجها ولا تستطيع العمل لتعرضها الى التحرش الجنسي من قبل رب عملها وهذا ما تعرضت له حيث عملت في احدى الشركات لكوني لم احصل على وظيفة حكومية ولم اتمكن من اعالة نفسي وابنتي البالغة من العمر (4سنوات) ففوجئت برب العمل يطالبني بعلاقة حب يسميها طاهرة وعندما رفضت قام بطردي من العمل فهو يرى بالمرأة المطلقة الطبخة التي يتناولها من دون عناء. فيما تشاطرها الرأي عدوية يعقوب وهي الاخرى مطلقة اذ تقول ان المجتمع قاسٍ في نظرته للمطلقة فهو يتجاهل انها بشر لها خصوصياتها وقد يدفع البعض الى تعاملها بتعصب قد يصل الى حد حرمانها من ابسط حقوقها فغالبا ما ينظر اليها الرجل وكأنها فريسته التي ينالها متى ما يشاء مضيفة ان العرف الاجتماعي والعشائري هو السبب في هذه النظرة السلبية والخاطئة التي تعاني منها المرأة، واكدت نورس عبد الله موظفة في احدى الدوائر ان المرأة المطلقة تعيش في حالة غير مستقرة فاينما تذهب ترى اصابع الاتهام تلاحقها فالنساء المتزوجات يخشين على ازواجهن من المطلقة مضيفة انا مطلقة منذ عشرة اعوام تقريبا والحمد لله لا اعاني من اي مشكلة ولعل السبب يعود الى حالة التوازن والعقلانية التي اعيش فيها كما ان عائلتي من العوائل المحافظة دينيا واجتماعيا فالمرأة المطلقة عندهم مسألة شرعية وقانونية فالزواج والطلاق هما على قدم المساواة لذا لا اعاني حتى في العمل من اي ضغط نفسي او جسدي لذا اوصي المرأة المطلقة بان تكون دائما قوية الارادة وصلبة ولا تسمح لاي كان ان يستغل كونها مطلقة.



ويرى الباحث الاجتماعي سعد حربي ان المراة المطلقة كائن بشري له خصوصياته واحتياجاته وما المانع من ان تتزوج او تخرج للعمل او تقيم علاقة حب طاهرة فهذا امر جدا مرغوب فيه انه يعيد ثقتها بنفسها وبمن هم حولها، ويؤكد اني التقيت من خلال عملي بالكثير من النساء المطلقات ووجدت ان لذكاء المرأة الدور الايجابي في هذا المجال فيجب عليها ان تكون سيدة الموقف وتتلافي بعض الامور بطريقة ذكية ومثالية حتى توازن حياتها المنزلية والعملية.

0 التعليقات

المناقشة والتعليقات