آخر الأخبار

فرصة المرأة الذهبية لا تاتي دائما ولا تتكرر يوميا



اليمامة - ماجدة التميمي

الكل منا ينتظر الفرصة التي يستطيع من خلالها تحقيق ما يصبو إليه ويتمناه ، ونرى العالم كله يخوض تجربة انتظار الفرصة لنيل المطالب وهنالك من الناس من يتسابق مع الزمن للحصول على الفرص ولا يسمح للزمن او الغير التدخل لضياعها حتى لو كلفه ذلك الكثير .. والمرأة دائما ما تكون متطلعة لنيل الفرصة التي تجعلها تحقق امنياتها وآمالها وغالبا نجد النساء اكثر حذرا في كيفية التعامل مع الفرص التي تختلف من شخص الى اخر من حيث اهميتها ..
وتقول السيدة ام سرمد ان الفرصة التي انتظرها والتي لاتعوض هي الحصول على مسكن لي ولأولادي حتى استطيع ان اتخلص من عبء الايجارات التي اثقلت كاهلي وادت بي الى الكثير من المشاكل وانني متى ما احصل على هذه الفرصة سوف اسعى اليها بكل جهد وقوة لانالها واحاول قدر استطاعتي ان احافظ عليها لانها تعني لي الراحة والامان والاستقرار .
 الزواج من رجل مثالي هذه الفرصة التي انتظرها هذا ما اكدته الانسة هدى تميم (مدرسة) مضيفة اعتقد ان المراة التي تحصل على التعليم والوظيفة والمستوى الثقافي والمعاشي اللائق تتطلع للارتباط بالزوج المناسب.. فبالنسبة لي الحصول على الزوج الكفوء هي الفرصة التي انتظرها بعد ان منحتني الحياة الكثير من الفرص ، مؤكدة ان المراة مهما تقدم بها العمر سوف تبقى نادمة على الفرصة التي ضيعتها في حياتها بعدم زواجها من الرجل الذي احبته وفرطت به من اجل رغبة الاهل او لاجل لحظة تعصب اضاعت معها احلامها وامالها وستبقى مهما حصلت عليه بالمستقبل حزينة على فرصة ضيعتها في مراحل حياتها الاولى  .
فيما ترى الدكتورة سناء عطية ان هناك فرصا تعتبر تاريخية في حياة المراة وعليها اغتنامها وعدم التفريط بها ضاربة مثالا لذلك ان المرأة التي تجد في نفسها القدرة والكفاءة لخوض غمار الحياة السياسية يجب عليها ان تنتهز الفرصة كي تحصل على دورها وتثبت جدارتها لتحمل هذه المسؤلية خاصة ان المجتمع لا يرغب بذلك ويحصر الامر على الرجل ويريد منه ان يعتلي المنصة دائما ، لذلك اعتقد ان هذه الفرصة يجب ان الا تفوت وستكون تاريخية خاصة اذا كانت المراة قادرة على الحصول عليها وممارستها باتزان وعقلانية بدون غرور او تعالي او نسيان العهود والمواثيق التي التزمت بها .
اما السيد ميثم النمر (استاذ جامعي) مهتم بدراسة العلوم النفسية فيرى ان الفوز بالفرص وخسارتها يعتمد بالدرجة الاولى على طبيعة التركيبة النفسية والجسدية للانسان رجلا كان ام امرأة وما اذا كان لديه الثقة بنفسه لدرجة يستطيع معها الخوض في الفرص التي تتاح امامه من عدمها فما الفائدة ان تعرض عليه الفرص الذهبية وهو لايستطيع التعامل معها بطريقة تؤهله للفوز بها فاذا ضاعت الفرصة من اولئك الاشخاص الضعفاء او الانانيون او الذين يتميزون بعدم اللامبالاة ففي اغلب الاحيان يلقون اللوم على الاخرين ويرون ان الحياة قد ظلمتهم كثيرا ولم ياخذوا حضهم الوفير فيها ويؤكد ان اسباب ضياع الفرص هو عدم معرفة الطريقة التي يتعامل معها الفرد للحصول على هدفه .
 فيما ترى الباحثة الاجتماعية هنية خير الله ان الفرص لاتاتي دائما ولاتتكرر على المرء يوميا لذلك يجب على الشخص ان يحسن التعامل معها ويتعامل بجانب من السرعة وفق المتغيرات والظروف المصاحبة لها  ، واعتقد ان الايام كلها تجلب معها فرصا وان كانت الفرص تتراوح للشخص من حيث اهميتها الا انها جميعها لاتخلو من متغيرات تطرأ على حياته ويجب على الانسان ان لايندم على فرصة فوتها بل عليه ان يعدها الانطلاقة الحقيقية لتعويض ما فاته ويتعلم منها الدروس والعبر .
الناشطة في مجال حقوق المرأة والطفل سوزان حاتم تقول ان الحياة مليئة بالفرص ويجب على المرأة ان تكون متفائلة وتنظر الى المستقبل بنظرة مشرقة وان تكون صادقة في تحقيق ما تصبو اليه من الفرص المتاحة أمامها ، وتؤكد ان هنالك العديد من الرغبات والامال التي لا حصر لها مكبوتة داخل اعماق المراة في ظل الظروف الصعبة التي تحيط بها او شعورها بحالة من الاحباط لعدم تحقيق ما فاتها من فرص.
ويقول علي عبد الكريم ان هنالك من الفرص ماتكون لؤما وقهرا وعذابا على صاحبها ويروي قصته بالقول كان حلمي ان اسافر الى خارج البلد وتحديدا الى بريطانيا فناضلت من اجل ذلك نضالا مريرا حتى وصلت الفرصة المنتظرة وتركت الاهل والديار والزوجة والاطفال والوظيفة ونظمت اوراقا غير شرعية لانني سافرت بطريقة غير مشروعة منذ التسعينات وتحملت عائلتي مرارة السؤال من ازلام النظام البائد الا انني امضيت اكثر من 13سنة وانا اعمل في احد المطاعم بدلا من عملي باختصاص الهندسة الالكترونية والتي كنت اطمح تطوير مهاراتي فيها ، ويعلق بالقول تاسفت كثيرا على سنين عمري التي هدرت فالفرصة التي انتظرتها واستثمرتها لم تجلب لي سوى النحس وبهذه الحادثة اصبحت لا اؤمن بالفرص ولا اعير لها اهتماما واصبح شعاري الرضى بما قسمه الله لي ولم اعد الهث وراء الفرص .
وتشير الاحصائيات ان هنالك تفاوتا بالفرص المنتظرة من الرجال والنساء حيث اثبتت الاحصائيات الاخيرة ان 45% من النساء تعتبر فرصة الزواج الاهم فيما ترى 33% منهن ان التعليم الفرصة الاكبر و23% ترى الوظيفة التي لا تعوض، اما الرجال فان 75% يعد العمل التجاري والربح المادي الفرصة المنتظرة.

0 التعليقات

المناقشة والتعليقات