جبار النجدي
لعل من بين اهم احلام البصريين ان تعود مدينة البصرة الى جماليات امكنتها السابقة وما كانت تشهده من تنظيم في حياتها اليومية فضلاً عن رفاهية العيش وازدهار السياحة فيها اضافة الى السفرات الترفيهية لعوائلها لاسيما في مثل هذه الايام فلا احد من اهل البصرة ينسى مثلاً الطريقة المنظمة لحجز تذاكر السفر في الطائرة ابتداءاً من مكتب الحجز الكائن في العشار حتى لحظة الطيران وبدء الرحلة من مدرجات مطار فندق (شط العرب) (البورتكلاب) انه طيران مدهش ومتزامن مع حركة شحن البواخر وتفريغها في ميناء (المعقل) واطلاق البواخر لصافراتها الهادرة في ارجاء المكان وليس بعيداً عن ذاكرة البصريين الطريقة المتحضرة لحجز تذاكر السفر بالقطار من محطة السكك الحديد في المعقل وما يقدم في رحلة (القطار الصاعد الى بغداد) من خدمات عالية المستوى والرقي ثم ذلك التطواف الممتع في صالات دور عرض السينما المنتشرة في الابعاد المكانية لمدينة البصرة بأجمعها ويطمح البصريون بل يتوجهون بالنداء والمناشدة للحكومة المحلية بالالتفات الى احد المواقع التاريخية المهمة في البصرة عبر العمل على مشروع احياء ساعة (سورين ) باعتبارها معلماً مهماً من معالم البصرة وما زال يحيا في الذاكرة فليس مستحيلاً ان نرى (ساعة سورين) تعمل من جديد لتوازي دقاتها مثلما كانت من قبل دقات (ساعة غرينتش في لندن)ودقات ساعات العواصم المتحضرة في العالم كانت ساعة سورين قبل اكثر من 40عاماً تطلق دقات أجراسها في فضاء المدينة بين الفينة والفينة فيضبط الجميع ساعاتهم اليدوية والبيتية على دوي دقاتها وحركة عقاربها العملاقة، في ذلك الوقت كانت ساعة سورين عبارة عن برج مشيد من الآجر المفخور تتربع على قمته ساعة دائرية سوداء اللون,وتقع في بداية سوق المغايز (الصيادلة او الهنود سابقاً ) عند الطرف الشمالي بالقرب من جسر الصيادلة المبني من الطابوق هو الآخر على نهر العشار و الذي تمت ازالته.
بنيت ساعة سورين من قبل شركة سورين البريطانية عام 1950م كهدية امتنان لمدينة النخيل و هذه الشركة كانت تحتكر تجارة تمور البصرة و تصدرها إلى أغلب دول العالم و كان مسؤول هذه الشركة ذلك الوقت السيد عيسى عيسائي، نتمنى ان يلقى نداء البصريين هذا آذاناً صاغية من قبل الحكومة المحلية متمثلة بالسيد المحافظ والسيد رئيس مجلس المحافظة والمسؤولين كافة، ومن باب التذكير فان مدينة البصرة تعتبر من أهم الموانئ والمدن في العالم وليس كثيرا عليها ان تضبط اوقاتها حسب ساعتها التاريخية (ساعة سورين).
