آخر الأخبار

موانئ العراق .. أرث ثقيل ومعرقلات تقابلهما محدودية الصلاحيات



اليمامة - خاص
بلغت الموانئ العراقية أوج ازدهارها وعظمتها مطلع الستينات وتحديداً في منتصف عهد رئيس الوزراء الراحل عبد الكريم قاسم وكان يقف وراء ذروة ذلك الازدهار مديرها العام آنذاك المرحوم مزهر الشاوي، وعلى الرغم من ان الشاوي كان رجلاً عسكرياً، إلا انه وبشهادة الجميع أدار مرفقات الموانئ العراقية بكفاءة عالية، وعقلية مدنية تجارية قل نظيرها وأسفرت تلك الحقبة عن طائفة من الإنجازات التي ظلت قائمة إلى يومنا هذا، وما زال البصريون يتحدثون عنها ويذكرون الرجل بالخير والعرفان، إذ حقق مدير عام الموانئ آنذاك إنجازات للعاملين في دوائر الموانئ العراقية وتطوير مرفقاتها بل تعدت إنجازاته إلى عامة أبناء الشعب في البصرة من مثل بناء أحياء سكنية للعوائل الفقيرة وتبليط الشوارع وبناء الملاعب الرياضية والمتنزهات ومرافق الترويح السياحي، وكان النظام الحسابي المتبع آنذاك في إدارة الموانئ العراقية يجيز للمدير العام التصرف بواردات الموانئ جميعها ولا يستلزم تحويل الواردات إلى وزارة المالية كما هو اليوم، مما يتيح للمدير العام صلاحية صرف واسعة، إن هذا الاستقلال المالي والإداري قد نشأ وتم العمل به منذ تأسيس مؤسسة الموانئ العراقية عام (1919)م وكانت حينذاك تابعة إلى وزارة المالية ثم تحولت إلى (مصلحة الموانئ) وارتبطت بوزارة التجارة ومن ثم تحولت فيما بعد إلى شركة لترتبط بوزارة النقل وإلى يومنا هذا لقد عانت الموانئ من ارتباك في عملها تارة وتوقف كامل كان سببها الحروب المتتالية وظروف الحصار الذي فرض على العراق لعقدين من الزمان تارة اخرى، وتعرضت بعد سقوط النظام السابق عام 2003 إلى النهب والسلب والتخريب وسيطرة بعض العوائل المتنفذة في البصرة والمليشيات على موارد العديد منها لاسيما ميناء (أبو فلوس).

ميناء أم قصر
يقع الميناء بالقرب من الخليج العربي على بعد (75) كم من المدخل الغربي لمدينة البصرة. بسبب التزايد بحركة التجارة الخارجية وحصول اكتظاظ في ميناء المعقل دعت الحاجة إلى التفكير بإنشائه كبناء جديد وبسبب قرب المنطقة من الخليج العربي وعدم مرور البواخر بالقنوات الملاحية ولعمق المنطقة مما يساعد في استقبال بواخر ذات غاطس أكبر من ميناء المعقل أدت تلك الأمور إلى بناء الميناء عام (1965) وقد تضمن في حينه ثلاث أرصفة خراسانية حديثة بواجهة كلية قدرها (640) م حيث احتوت هذه الأرصفة على ثلاث مخازن وثلاث سقوف وعشرة رافعات مرفأية ثم جرى تطوير أحد الأرصفة ليصبح رصيف لتصدير الكبريت المنقول من حقول المشراق حيث جهز بحزام ناقل أوتوماتيكي بطول كيلومتر مع حمالة أوتوماتيكية وتم إنشاء رصيف خاص بالأوعية النمطية بقياس (35×25)م وجهز برافعتين جسريتين طاقة الواحدة (40) طن، ثم أنشأت أرصفة إضافية أخرى. وبعد ذلك تم إنشاء عشرة أرصفة جديدة. تشتمل على سقائف ومخازن وساحات تكديس ورافعتين جسريتين لغرض تفريغ وشحن الحاويات. والعمل الآن مستمر إنشاء رصيفين جنوب الأرصفة العشرة ومن المؤمل إنشاء أربعة أرصفة جديدة ومن المشاريع المستقبلية إنشاء 13 رصيف مختلف الاختصاصات.



ميناء المعقل
يقع الميناء على ضفاف شط العرب ويبعد بت(135) كم عن النهاية الشمالية لخليج العربي وتبلغ الواجهة الأمامية للأرصفة (2.5) كم ومرسى للجنائب بطول (500) م يحتوي الميناء بالإضافة إلى المرسى (13) رصيف تبلغ مساحة الرصيف بحدود (4000) م2. وتحوي أرصفة الميناء (45) رافعة كهربائية و (35) سقيفة ومخزن بقياسات مختلفة. أن مخازن الميناء موزعة على الأرصفة ومهيأة لخزن مختلف البضائع المفرغة من البواخر وتختلف قابلية الخزن فيها بالنسبة للحمولات المكيسة والحمولات المتنوعة. هذا بالإضافة إلى وجود مخزن للمواد الخطرة وآخر للتبريد بالإضافة للساحات لمكشوفة لاستقبال الحمولات الثقيلة كالمكائن والآلات المختلفة وملحقاتها.

ميناء خور الزبير
يقع الميناء على بعد (60) كم عن مركز مدينة البصرة و(105) كم عن النهاية الشمالية للخليج العربي. في عام (1970) تمت المباشرة ببناء نواة الميناء أنجز العمل في عام (1989) بوشر بتشغيله إلا أنه توقف عن العمل بسبب العدوان الأطلسي على العراق. وقد تم حفر قناة خور الزبير للملاحة، القناة الداخلية بطول (24) كم لربط قناة خور الزبير بقناة خور عبد الله ومنه إلى الخليج. يحتوي الميناء على رصيفين اختصاصيين لمعمل الحديد والصلب ورصيفين من الخرسانة المسلحة والركائز الحديدية الأسطوانية لإغراض استيراد خامات الحديد وتصدير الحديد الإسفنجي وهناك أيضاً خمسة أرصفة اختصاصية بطول (250) م مع الملحقات تشمل مخازن اختصاصية لخزن سماد اليوريا والفوسفات والمعدات اللازمة لتحميل السماد الكيمياوي وأخيراً توجد ثلاثة أرصفة حديدية للبضائع العامة بطول (180) م مع رافعات كهربائية عدد (12) وساحات مبلطة للخزن وشوارع وخطوط سكك وكافة الخدمات إضافة إلى الأبنية الخدمية الملحقة بالمشروع. ومن المشاريع المستقبلية إنشاء (21) رصيف مختلفة الاختصاصات.

ميناء أبو فلوس
وهو ميناء تجاري للحمولات العامة أنشأ على أثر أزمة التكديس والاكتظاظ عام 1974، حيث بوشر في بناء أرصفته في 16/1/1975. وتم إنجازه في 16/1/1976. يقع ميناء أبو فلوس على شط العرب في ضفته الغربية في منطقة تبعد حوالي (20) كم عن مركز محافظة البصرة جنوباً يتكون الميناء من ثلاثة أرصفة فولاذية طول كل رصيف (75)م وعرض (18) م أي طول الواجهة الأمامية للميناء (525) م ونصبت على هذه الأرصفة (9) رافعات كهربائية بمعدل (3) لكل رصيف بطاقة (5) طن لكل منها كما ألحقت بالميناء ساحات بعمق (200) م أنشأت عليها مخازن بطول (75) م وعرض 33) م كما جهز الميناء بأبراج إنارة وحالياً الميناء يعمل لاستقبال البواخر واللنجات.
مرفأ الغاز السائل وهو مرفأ حديث أنجز سنة 1990 ولم يتم تشغيله لحد الآن يقع جنوب ميناء خور الزبير بمسافة (5) كم يتكون من رصيفين لتصدير الغاز السائل بطاقة سنوية تقارب 5 مليون طن وهو مرفأ متكامل التجهيزات والمنشآت لاستقبال الغاز من الحقول النفطية وتسليمه وتبريده بناقلات خاصة للموانئ النفطية.

ميناء العميق
يقع الميناء في المياه الإقليمية العراقية في خور العمية وعلى بعد (25) ميل من ميناء الفاو يتكون الميناء من (5) منصات أو جزر صناعية تتصل بواسطة جسور حيث خصص بعضها لرسو الناقلات يضخ النفط الذي يجمع في الفاو إلى الميناء بواسطة خطي أنابيب، تعرض الميناء لدمار شديد خلال الحرب.

ميناء البصرة
يقع ميناء البصرة في خور الخفقه إلى الجنوب من مينائي الفاو وخور العميه بدأ العمل في الميناء سنة 1973 ويتكون الميناء من تجزئين الأول بري يبدأ من الجزء البري من الرميلة ممتداً إلى الساحل ويشتمل على مجموعة خزانات للنفط الخام في منطقة حقول الرميلة وتشتمل على عدد من مضخات وأنابيب ومعدات أخرى إضافية كما تشتمل على محطة ضخ رئيسية لضخ النفط خلال خط الأنابيب الرئيسي إلى الفاو وفي الفاو أنشأت ساحة لخزانات النفط الخام البالغ عددها (12) خزان ومن هذه الخزانات يخرج النفط ليضخ في اتجاه ميناء الشحن عبر خطين من الأنابيب البحرية.

قصة الميناء الكبير
لعل اغرب قصة إنشاء ميناء في العراق هي قصة إنشاء الميناء العميق الذي بدأت فكرة تنفيذه منذ عام 2004 وزالت إلى الآن في طور الدراسات فحسب والسبب يعود إلى تدخلات ومعرقلات من قبل الجوار يضاف إليها التدخلات الخارجية الرامية إلى عرقلة هذا الميناء العملاق وتعود أسباب العرقلة المباشرة بإنشاء هذا الميناء الى أسباب عديدة على رأسها: إن هذا الميناء لو تم إنجازه بالمواصفات العالمية المطلوبة لأصبحت مدينة البصرة أكبر مركز تجاري في المنطقة ولنافست بامتياز المراكز التجارية في المنطقة مثل دولة الإمارات وإيران والكويت وغيرها، والحقيقة ان هذا الميناء يفترض إنشاءه في منطقة (رأس البيشة) وانه سيختصر مسارات الطرق البحرية إلى النصف وهو بهذا يوفر للشركات البحرية التجارية جهداً ومالاً وزمناً وبالتالي فأنه سيكون مصدر جذب للشركات البحرية مما يؤثر بالغ التأثير على عمل الموانئ الأخرى في المنطقة فضلاً عن كون هذا الميناء يتمتع بصفة أخرى ذات أهمية خاصة فالبضائع التي ترد لهذا الميناء لا تحتاج إلى وسائط النقل البري لنقل البضائع من أماكن التفريغ في الميناء إلى أماكن الاستهلاك في البلدان الأخرى، إذ يتم التفريغ فيه مباشرة من دون الاعتماد على وسائل النقل البري وهي وسائل مكلفة جداً كما يحدث في أغلب موانئ بلدان الجوار مثل ميناء جزيرة (بوبيان) الكويتية وممر قناة السويس وغيرها. أن مشروع الميناء الكبير هو مشروع استثماري إستراتيجي ويحتاج إلى قرار مركزي من الدولة لتنفيذه فعلياً على الأرض ورغم حصول موافقة أولية من قبل وزارة النقل على إنشائه وأعلنت أعمال إنشائه، وتقدمت شركات كثيرة بعروض إنشائه إلا ان التلكؤ مازال قائماً للأسباب الأنفة الذكر، يتكون هذا الميناء من (100) مائة رصيف للشحن والتفريغ وتجاوره مجمعات سكنية للعاملين وفنادق درجة أولى ومرافق سياحية وحدائق ومتنزهات إضافة إى مجمعات صناعية مختلفة وأهمها مجمعات صناعة للبتروكيمياويات، ومدينة سكنية يتم إنشاؤها في المساحة المحيطة للميناء، فضلاً عن إنشاء منطقة حرة.

0 التعليقات

المناقشة والتعليقات