عبدالامير الديراوي
قد يجعلنا هذا العنوان نتساءل بأن أكثر من 123 دولة منظمة الى هيئة الأمم المتحدة واكثر من 90% منها تعيش بسلام وهدوء وأمان وتتطور حياة شعوبها وتزدهر تجارتها ويتنامى اقتصادها وتتصاعد وتائر الصناعات فيها وتنشغل في العلوم والتكنولوجيا لما يخدم شعوبها ويحقق قفزات كبيرة في مجالات المعرفة والعلم والطب والسياسة ، ورغم أن كل الذي ذكرناه يندرج ضمن مفهوم السياسة غير أننا نرى أن البلدان العربية والإسلامية لا يهمها الانشغال في مثل هذه الأمور بل راحت تشغل نفسها وتدخل شعوبها في حروب وتطاحنات ما انزل الله بها من سلطان وزجها في ميادين الخراب والفتن والتخلف والعودة الى النزعات والعادات القديمة المتحجرة التي لم يذكر لنا التاريخ أي وجود لمثلها في العصور الجاهلية او الحجرية وهو ما يثير التساؤل أكثر .. لماذا تسعى الدول الأخرى الى التقدم ونحن اي في الدول العربية والإسلامية نسير باتجاه التخلف ؟ وشواهدنا كثيرة عما جرى ويجري في تلك الدول في حين أن مسارات التقدم مؤشرة لدى المنظمات العالمية والدولية رغم أن كل الإمكانات التطورية متوفرة في هذه البلدان وان خيراتها الأن هي التي تشغل ماكنة الاقتصاد في العالم ودليل ذلك الأموال السعودية والخليجية التي توظف في بناء اقتصاديات الدول الكبرى دون الالتفات الى اقتصاديات بلدانها فيما يوظف ما تبقى من الأموال في أذكاء نار الفتن والتطاحن في البلدان العربية والإسلامية وزرع الفتن الطائفية منها والعرقية وخلق التناحرات والحروب في العديد من الدول بدعم وتفويض أمريكي وتخطيط إسرائيلي ودول أخرى تريد لهذه المنطقة ان تظل مشتعلة بنيران الحقد والكراهية وتبتعد كليا عن التطور وتوظيف أموالها لرفاهية شعوبها وتطور احوالهم العلمية والاقتصادية وإستخدامهم في معارك المعرفة بدلا من معارك الفتن والتفرقة الطائفية ,وكل ذلك يجري تنفيذا لسياسات يريدها الذين أسسوا كياناتهم على هذا الوضع وخصوصا الكيان الاسرائيلي الغاصب الذي يجهر بسياسته معلناً أنه لايريد للمسلمين والعرب أي نوع من التطور والتمدن ومنها قول - بن كوريون - (لابد أن نجعل الأسلام نائما) وما دمنا نعرف مثل هذه الحقائق فلماذا نساهم في تدمير أوطاننا وتفريق امتنا ولماذا نسمح للمتصيدين ان يستفيدوا ويغذوا الخلاف ويمزقوا بيتنا الذي يفترض أن يكون موحداً ؟ فمتى نعي ونقرأ أوراق اللعبة وما الذي يجعلنا نقف مع منفذيها ولا نسطف موحدين لمواجهة خططهم التي خربت بيوتنا ومزقت نسيج خيمتنا ؟ أسئلة بحاجة الى أن نجيب عليها بأنفسنا لاننا ارتضينا لهذه النفوس أن ترتمي بأحضان الأعداء.
