اليمامة - ماجدة التميمي
يكاد ان يجمع المختصين على ان حالات القلق لدى المراة اكثر نسبياً من حالات القلق عند الرجل ،وتشكل سبباً في تعرض المرأة للامراض المزمنة مثل السكر والقرحة والضغط والصداع النصفي وامراض القلب ،غير ان حالات القلق عند المرأة تتفاوت بين فترة واخرى ،بحسب الظروف التي تعيشها ،واثناء مراحل حياتها منذ البلوغ وحتى بلوغ سن اليأس وخلال ذلك تنتابها نوبات من القلق والأكتئاب ،وقد اجمع علماء الطب النفسي على ان المخاوف التي تشعر بها المرأة تفوق نسبتها عن الرجل بمقدار 3-1.
المهندسة المعمارية سهى عبيد تقول انني في حالة هدوء ولا اشعر بالقلق حيال شيء ما لانني اؤمن ان الحياة هي هبة من الله وهو القادر على تيسير الامور بصوره طبيعية اذن لماذا اقلق على حياتي طالما يوجد من بيده كل شيء، كما ان حالة القلق دائماً تصيب تلك النساء اللاتي يعجزن عن الوصول الى اهدافهن اللواتي لا يستطعن التحكم بحياتهن، فيما تخالفها الرأي السيدة ام محمد ربة بيت والتي تؤكد انها والقلق في وثاق دائم وتعلل ذلك بمسؤليات الحياة وتربية الاولاد والظروف والاقتصادية والامنية الصعبة حيث توضح ذلك بالقول :ان الحياة صعبة وكلما كبر الانسان ازدادت مسؤولياتة واصبح على عاتقة ان يتحمل هذه المسؤوليات بدون ملل او ضجر فعندما كنت فتاة غير متزوجة لم اكن اهتم لشيء ولااقلق على شيء اما الآن فأن حياتي مليئة بالقلق على الاولاد من حيث صحتهم ودراستهم وتربيتهم وكذلك الظرف الامني مضيفة لايمر علي يوم واحد بل ساعة واحدة لااشعر فيها باني لست قلقة واشعر ان ذلك ليس مرضاً نفسياً بل هو واقع حال الحياة التي اعيشها وافرازات لأزمات متكررة.
ليلى شبر موظفة تقول بصراحة انا قلقة خوفآ من ان يفوتني قطار العمر ولا احظَ بالشريك المناسب خاصة إنني في العقد الثالث من العمر وفكري مشغول في هذه المسألة حتى أصبحت أخشى الناس لأني اعتبرهم بمثابة مصدر قلق يؤرقني لانتقادهم لي بعدم الزواج.
فيما تؤكد حياة زويد 35عاماً انها قلقة بشكل متواصل وتقول: لقد توفي زوجي قبل ثلاث سنوات في حادث سيارة ولي بنتان احدهما بعمر 6 سنوات والاخرى 8 سنوات فالقلق يراودني بصورة مستمرة حول كيفية العناية بهن وتربيتهن ولايوجد لدي معيل اعتمد عليه والدولة لاتصرف راتب رعاية يكفي لسد حاجة الارملة ولا اخفيك سراً عندما تعصرني ظروف الحياة كثيرآ اشعر انني عبء حتى على نفسي وهذا مايزيد قلقي، فيما يرى الطبيب النفسي عمر الخالدي ان القلق قد زاد عن حدة من الامراض النفسية التي يحب التدخل لمعالجتها وتشير الدراسات الى ان المراة اكثر قلقآ من الرجل بمعدل 3-1وهذه الحالة تكون بوضوح لدى المراة في السن التي تتراوح بين سن الخامسة والاربعين الى الخامسة والخمسين اي سن اليأس كما يطلق علية فطبيعة تكوين المراة البيولوجية ورقة جسدها له تأثيره على درجة القلق الذي يصيبها مضيفآ ان هناك دراسة قدمت من جامعة مانشستر مركز الابحاث لسرطان الثدي اذ جرى البحث على مئة سيدة مصابة بمرض سرطان الثدي وقد شفين منه الا ان حوالي اكثر من نصفهن عاد اليهن المرض والسبب الرئيسي في ذلك هو حالة القلق التي لازمتهن خلال فترة الشفاء وكان سببا لاحتمالية معاودة المرض لهن، ويضيف ان احسن الطرق واسرعها للتغلب على القلق يكون من خلال التلائم مع واقع الحياة ومشاركة الاخرين افراحهم واحزانهم وجعل جدول يومي للشخص للسير علية بغية النهوض بحياته ومحاولة الاستفادة من التجارب القاسية وجعلها مجرد دروس يستطيع الفرد تذكرها كمرحله من مراحل العمر لابد منها بدلا من عدّها أسوأ مراحل العمر ،اضافة الى ذلك فالمراة يجب ان تتخلص من القلق بأن تشرك نفسها في المجالات التي تجد نفسها مؤهله لها وعدم الانطواء والعزلة عن الاخرين.
السيدة مها داود تأوهت بحزن لتقول انا جدآ قلقة ولا اعرف لماذا؟ ، فكل شي متوفر لي الا انني دائمآ قلقة وان اهلي وزوجي واطفالي يستغربون لهذه الحالة التي امر بها واعتقد انني مريضة او ان حالتي تعود الى امر يتعلق بطفولتي كما انني احاول التخلص من هذا المرض الا انني في كل مره اعجز عن ذلك لااعرف لربما انني امراة ينتابها الهوس اكثر مما هو مطلوب او يوجد لدي وقت فراغ كثير لم استغله فأصبحت قلقة .
اما كلثوم هادي مدرسة فتقول نعم انا قلقة وأؤكد ان المراة اكثر قلقلا من الرجل فالمجتمع يحمل المراة المسؤولية لكثير من الامور فأن انجبت انثى فهي المسؤولة وان دهس ولدها فهي المسؤولة وان فشلت حياتها الزوجية فهي المسؤولة وغيرها من المشاكل فالمرأة تعتبر السبب الاول والمباشرلها فلذا ترى المراه الشرقية والعراقية خاصة قلقة حتى وهي تخطو خطوتها في الشارع.
