اليمامة - خاص
ربما أكثر المفردات التي استخدمت بعد سقوط النظام مفردتان هما (الاقصاء) و(والتهميش) وقد وضفت هاتين المفردتين السياسيين توضيفا متواصلا لاجل بلوغ غايات واهداف معينة ، ولايكاد يوم يمر الا وسمع المواطن العراقي بهاتين المفردتين ، وجميع ما ذكر من توصيفات انما ياتي ضمن اطار الاستهجان ، للتعبير عن وجود ظلم وقع على فئة من الناس ، لكن هذه المرة الدوافع والاسباب لاقصاء صفة وظيفية لم ياتي لاسباب سياسية وانما انسانية بحته ، حيث لمسنا ومن خلال تجولنا في بعض دوائر الدولة : ان الامنية التي يحملها جميع المراجعين لتلك الدوائر هي واحدة (اقصاء المعتمد) !! ، الغاية منها تطوير العمل المؤسساتي ، لتكون الدوائر الحكومية بمستوى يمكنها من استثمار التقنيات العلمية الحديثة بشكل صحيح اسوة بباقي دول العالم وان تخرج العراق من دائرة العزلة العلمية والثقافية التي كان يعيشها خلال عقد تسعينيات القرن الماضي ، عندما انقطع العراق عن العالم الخارجي واصبح في عزلة تامة .
اختزال الوقت
يقول المواطن (عبد الزهرة السعد) : الذهاب الى بغداد هدر للوقت ، العالم الان تطور كثيرا ولاحاجة الى ذهاب المعتمد الى بغداد لانجاز المعاملات في ظل وجود الانترنت ، ويضيف : دول العالم بدأت تختزل الاشياء ، الاجهزة الكهربائية ، الهواتف النقالة ، الحواسيب ، كل شي في العالم اصبح مختزلا ، حتى الوقت له قيمة ويحسب له الف حساب ، اما نحن فلسنا نبالي ان كنا في آذار او ايلول ، بسبب الرتابة والروتين .
اما المواطن (وسام حميد) فيقول : اختزال الوقت امر ضروري بالنسبة لانجاز المعاملات ، وهي مسؤولية اخلاقية يجب ان تاخذ نوع من الاهتمام ، ويضيف : الذهاب الى بغداد او الى محافظات اخرى لانجاز المعاملات ، لابد ان تنتهي وان يراعى فيها ظروف الناس واحوالهم المعاشية .
التخلص من الروتين
ذهاب المعتمد الى بغداد وبقائه يومين او ثلاثة ايام لانجاز المعاملات وربما هذه المعاملات تتاخر اسابيع واشهر حتى تنجز ، مسالة روتينية على دوائر الدولة ان تتخلص منها ، وجهة نظر تقدم بها المواطن (مزعل الشاوي) وتابع : ليس هناك حاجة لارسال البريد عن طريق المعتمد ما دام لدينا شبكة الانترنت .
اما المواطن (ابو سعد) فيقول : اتمنى ان ياتي يوم لا اذهب به الى بغداد لمراجعة وزارة او مديرية هناك ، واتمنى ان لا انتظر ايام وليالي كي اسمع بشارة من المعتمد يبشرني فيها بانجاز معاملتي بشكل نهائي ، ربما المشاعر التي اتحدث بها لايشعر بها غير الناس الذي يعانون من هذه المشكلة .
الرشوة و (المنية)
ويعتقد المواطن (عدنان الفرطوسي) ان الاستغناء عن المعتمد كفيل بخفض نسبة كبيرة من الفساد الاداري والمالي في دوائر الدولة ، فان التقنيات الحديثة والتطور العالمي هو السبيل الوحيد لانهاء الكثير من التعقيدات والمشاكل وخاصة هدر الوقت وزيادة في الرشاوى المفسدة للكثير من المعتمدين تحت مسميات متعددة (الهدايا، اجور نقل ، مصرف للجهال ..الخ) .
فيما أشار المواطن (عبد الله فالح) أن المعمتد يشعرك بانه متفضل عليك وليس الامر من صلب عمله وما يقوم به انما هو واجبه الاساسي، ويضيف : لا شك ان بعض المعتمدين من يعمل بضمير ويشعر ان معاملات الناس هي معاملات اقاربه واهله واصدقائه ، ويعمل على تدوين كل صغيرة وكبيرة لكي يطمئن المراجع ان معاملته وصلت الى مراحل متقدمة ، لكن يبقى هناك من لايهتم بالمعاملة الا بعد ان (تورق) له وهذه مشكلة ، اذ ليس كل الناس يمتلكون المال لدفعه للموظف كي تنجز معاملته .
التخفيفعن كاهل المواطن
ويقول المواطن (ابو تحسين) : تساهم الحكومة الالكترونية كثيرا في التخفيف عن كاهل المواطن صاحب الدخل المحدود ، وهي حالة حضارية تنسجم مع مامعمول به في الكثير من دول العالم ، ويتابع: نتطلع الى اليوم الذي تتحقق فيه هذه الامنية وان لاتطول معناتنا اكثر من هذا الوقت .
اما المواطن ( ابو عباس) فيقول : ليس هناك شيء اسمه مستحيل ، بامكان كل دائرة ان توزع مهام موظفيها وان تفعل مسالة المخاطبات الالكترونية لتقضي على الروتين الممل.
