عبداﻻمير الديراوي:
المتتبع للاوضاع السياسية في العراق يجد إن من الصعوبة قراءة تطوراتها المتسارعة اوفي تعبير ادق المتصادمة ﻻن كل المؤشرات توحي
ان المستقبل ﻻينطوي على آمال عريضة لتكون
تلك الاوضاع تسير
بشكل سليم يضمن الوصول الى صيغة عمل دائمة تتوفر خلالها فرص الامان والفهم المشترك لبناء دولة ديمقراطية حقيقية تتصارع اﻻفكار ﻻ من اجل الاختﻻف والتصادم بل من اجل البناء الانسجام الذي يحقق العيش الكريم لابناء الشعب العراقي
الذي عانى من ويﻻت الحروب والاقتتال والنكبات والازمات .
لذلك فن المشهد السياسي يوحي وكإنه مشهد مشوش وغير واضح ليس فيه قرارات تبعث رسائل اطمئنان للناس بان امر البلد تسير وفق سياقات مدروسة وواضحة او على اﻻقل متقف عليها بين مراكز القرار.فقبل عدة ايام اعيد قانون الحرس الوطني الى الحكومة او ديوان شورى الدولة لدراسته في الوقت الذي اعلن عنه انه كان قد اتفقت علية كافة الكتل السياسية لتمريره في البرلمان واذا كانت بعض فقراته قد تم تغييرها حسب ادعاء بعض النواب فمن الذي تﻻعب بها ومارد تمرير صيغة لم تحصل على موافقة الكتل .
ومن حانب آخر نﻻحظ إن انحيازرئيس مجلس النواب الى كتلته اكثر من كونه رئيس لجلس عراقي يظم كل اﻻطياف والكتل وهو ما برز في عدة مواقف ومنها قضية قانون الحرس الوطني ..وكذلك ما حدث حول حادثة اغتيال احد الشيوخ خلال الاعتداء على احد النواب والذي انسحب هو وكتلته ووزراء الكتلة ايضا ..فمن يصنع القرار اذن ؟وﻻ ندري ما هو المفهوم الاداري والعرف القانوني هل ان سلطة مجلس النواب اعلى من سلطة الحكومة ام إن سلطة الحكومة هي اﻻعلى ؟تلك متناقضات ﻻ نعرف لها اي اساس ﻻننا نرى ان المفروض ان مجلس النواب هو مرجع الحكومة ﻻ ان يطالب المجلس الحكومة باتخاذ موقف محدد من هذه القضية او تلك .
ورغم ان السياسة كما يقولون إنها ..بحر..واسع لكننا نراه عندنا ضيق اﻻفق يبتعد كثيرا عن السياسات المتبعة في العالم او حتى الدول المحيطة بالعراق
واذا عدنا الى الموقف من داعش نجد ايضا ان هناك تذبذب في المواقف من محاربته او تهيئة الظروف المﻻئمة لذلك.. فتجد الحماس عند طرف معين دون اﻻطراف اﻻخرى وهو امر خطير للغاية ﻻن يدخل البلد في متاهات كبيرة تضع البلد في مهب الريح .
وهناك تساؤﻻت يطرحها الشارع العراق وابرزها هل ان تحرير اﻻراضي العراقية من سيطرة داعش تستدعي ان يكون اﻻمر بيد اﻻمريكان في الوقت الذي ﻻ يخفي اﻻمريكان تمويلهم لداعش بشكل علني ثبت من خﻻل تزويد داعش بالاسلحة في مواقع القتال حيث تقوم الطائرات اﻻمريكية بجسر جوي شبه اسبوعي لتجهيز داعش بكل اﻻحتياجات من الاسلحة واﻻعتدة الحديثة والمؤن والمعدات العسكرية المختلفه امام مرأى ومسمع مجلس النواب والحكومة والكتل السياسية التي تلوذ جميعها بالصمت ازاء ما يحدث وهو ما تأكد خلال المعارك الاخيرة في صﻻح الدين حيث غنمت القوات العراقية والحشد الشعبي اسلحة امريكية حديثة الصنع كانت قد تعاقدت مع الحكومة العراقية لتزويدها بها .
فهل سمعتم ان امريكا قامت بتزويد العراق بقطعة سلاح واحدة منذ بدء المعارك مع داعش بل هي تقوم بتاخير تزويد العراق بالسﻻح الذي تم ابرام صفقاته منذ سنوات بحجج واهية
اذن ..ما الذي تقرره السياسة عندنا وما الذي انجزه رجال السياسة غير صنع المشاحنات وتسويقها للشارع ..فهم اتفقوا على ان ﻻيتفقون ابدا اللهم ان اتفاقهم على قضية واحدة هي رواتبهم وامتيازاتهم وسياراتهم وايفاداتهم ..؟ولله في خلقه شؤون !
