آخر الأخبار

ذهب العراق..نصفه مغشوش!!


اعداد - اليمامة

قد تتحمل المرأة أي نوع من الغش في سائر الاشياء فلا بأس ان تكون الغسالة مغشوشة! او (الكاونتر) معرض الالمنيوم الذي تأخذ (سلفته) ربع مرتبها مغشوشاً, بل وتتقبل برحابة صدر ان يتبين لها ان (كنتها) التي إختارها ولدها زوجة له قد تلاعبت بميلادها في هوية الاحوال فانقصت من عمرها سبع سنوات عجاف لن يأكلهن ولا الف سمان، لكن لاتتقبل فكرة ان المصوغات الذهبية التي تمتلكها مغشوشة وتعتبرها ضرباً من الجنون. خط أحمر الا أنه لا يمكن بأي حال من الاحوال ان تقف المرأة مكتوفة اليدين عندما يصل الامر للغش بالذهب, فهذا المعدن الاخاذ ببريقه قد يكون (نيشان) زواجها, وربما يكون ذخرها ليوم عسر, لذا فهو خط أحمر, دائما وعلى مر الازمنة, وهي مستعدة للتخلي عن أي شيء من كماليات الدنيا لاجل الذهب، هذا المعدن الغالي والنفيس، الذي يبهر الابصار.
المعدن الخالد هو فعلا المعدن الأهم في الحياة والاثمن الذي لا تقاوم عنده الرغبة في شرائه واقتنائه, المعدن الثمين مهما تغيرت وتبدلت المعادلات الاقتصادية في العالم, هو يمثل الجمال والغنى والاحتفاظ به يمثل الامان, لقد إرتبط منذ الازل بالمرأة, ربما لان الجمال قاسم مشترك بينهما ولذلك قيل (يختبر الذهب بالنار, وتختبر المرأة بالذهب.
الحكم والأمثال إجتماعيا أصبح الذهب تقليدا لا غنى عنه في الحياة العامة, فهو يعبر عن مدى محبة الفتاة كلما زيد في مهرها, ومحبة البنت كلما كانت هديتها منه أغلى لابيها, كذلك فقد إقترن إسمه بالامثال، فقيل هو (زينة وخزينة) أو (اذا كان الكلام من فضه فالسكوت من ذهب) كما ان اسمه أصبح يطلق على المواد الاكثر غلاء وحاجة، فيوصف النفط بأنه الذهب الاسود, لقد اندلعت حروب بسببه وضاع ملايين البشر نتيجتها, بينما فقد المئات وهم يبحثون عنه اما داخل المناجم او في أعماق البحار.
خشية من التفتيش الصائغ حسن وليد الاسدي، يناشد المواطن الذي يشتري كمية من الذهب ان يتجه بها لمحل آخر لغرض وزنها والتأكد من درجة نقاوتها، واذا كانت كمية كبيرة فلا ضير بفحصها من خلال أجهزة (جهاز التقييس والسيطرة النوعية), ان عملية شراء الذهب تحتاج لحذلقة وشطارة وفطنة، لان الصائغ له باع طويل في التعامل وحنكة في الاقناع, الا أنه اذا وجد المشتري ذكيا وفطنا ودقيقا في الميزان فانه سيخشى ان يتعامل معه بالمغشوش.
واضاف الاسدي الغش موجود في كل زمان ومكان، لكن بالتأكيد الغش في الذهب أمر مؤلم ومؤسف في ذات الوقت, أما قضية فرق التفتيش التي يرسلها الجهاز المركزي للتقييس فان بعض اصحاب المحال عندما يسمع بوصول هذه الفرق يبادر الى اغلاق محله متحججا بحجج كثيرة.
جهاز التقييس والسيطرة النوعية هنالك في (الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية) قسم، يسمى قسم (وسم المصوغات), يؤكد المعنيون في هذا القسم العريق ان الصاغة في العراق أصبحوا لا يحضرون مصوغاتهم للقسم او لبناية الجهاز متحججين بالوضع الامني وان حمل كميات كبيرة من الذهب فيه الكثير من المخاطر, لذلك عمد القسم الى تشكيل فرق التفتيش التي تخرج الى المحال والكثير من اصحاب هذه الورش والمحال يعرفون جيدا ان عدم وسم المصوغات من قبل (الجهاز) هو مخالفة يعاقب عليها القانون, ان محال الغش موجودة وبكثرة ما يجعل الامر صعبا على الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة، فضلا عن ذلك فان الصائغ أحيانا لايبرز الكمية المناسبة لغرض فحصها وإنما يخفي جزءاً كبيراً منها، لاسيما اولئك الصاغة الذين ليس لديهم اجازة من قبل الجهاز.

نحاس مطلي بالذهب!
إغتنمت فرصة عدم وجود زبون داخل محله، فسألت عماد مجيد، صائغ, هل تستطيع تمييز الذهب المغشوش المقبل من الورشة؟ أجابني بتحد: نعم، مع يقيني بنزاهة الورشة التي أتعامل معها.

*أين يقع الغش؟
-يقع الغش عادة في المصوغات التي تشغل بكميات كبيرة من الذهب مثل الاساور والحجول والقلائد الكبيرة، فعندما تقتني سيدة ستة أساور، فانها قد تكتشف بعد حين ان ثلاثة من هذه الاساور ذهب صافٍ، بينما البقية مصوغات من النحاس وطليت بطبقة من الذهب, في حين تكون الخواتم وحلق الاذن وحلقات الزواج ذهبا صافيا وعيارات صحيحة الوزن.

•ماهي نسبة الغش في ذهب العراق؟
-في الماضي تكاد تكون نسبة الغش معدومة، الا أنه بعد عام 2003 بلغت هذه النسبة ارقاما مخيفة، أثرت على سمعة السوق بدرجة كبيرة، بحيث اعرف عائلات عراقية أصبحت تتجه لدول الخليج كالامارات والكويت، عندما تريد ان تشتري ذهبا بينما كان يحدث العكس في السابق. •بماذا تنصح المواطن؟
-انصحه ان يشتري من محال ومعارض ذهب معروفة, فهنالك محال عريقة واسماء نظيفة في السوق, نحن مثلا لنا اكثر من خمسين عاما نتوارث هذه المهنة أباً عن جد.

•هل يشهد سوق الذهب كسادا نتيجة عمليات الغش؟
-على العكس, حركة سوق الذهب جيدة جدا، في عرض وطلب مستمرين.
رأس الثور المجنح ان الوسم العراقي المعروف عالمياً (رأس الثور المجنح) وهو معروف لدى جميع الصاغة، فعندما يتم فحص الذهب والتاكد من النسبة الصحيحة للعيار، يوسم بهذا الوسم الخاص بالدولة العراقية.
الخليجي والمستورد اغلب الذهب المستورد، لا يتم فحصه، لانه يأتي كامل الصنع، وهنالك شبه ثقة وحالة إطمئنان من الذهب المقبل من الخليج كالاماراتي فهو نظيف ولا شوائب فيه. تقول حنان قاسم – ربة بيت- لطالما سمعت عن الغش في الذهب وفي حالات تاكدت من ذلك الامر الذي جعلني اتجه للذهب الاماراتي حتى لو اردت شراء خاتم صغير لانني اثق به مع ان لمعانه وبريقه ليس ساطعاً كالذهب العراقي.
عيار (21) ام (18) قيراط؟! اما ام علاء، موظفة، قالت: انها اشترت قبل سنتين اربعة أساور، وعندما جاءت الحاجة لبيعها أصيبت بالدهشة والذهول، عندما اكتشفت ان اثنين من أساورها كانت من عيار (18) وليس (21) قيراطاً، حاولت التأكد من هذا الامر، فذهبت لاكثر من محل لبيع المصوغات الذهبية وجميع الصاغة اكدوا لها هذا الامر.
واضافت: انني لم اشتر هذه الاساور من محال الصاغة، لذلك سلمت بالامر الواقع وكلي حسرة وألم.
ونصحت ام علاء، النسوة اللواتي يرومنّ شراء الحلي الذهبية ان يتجهن للمحال المعروفة، فهنالك اسماء عريقة لهذه المهنة وصاغة يرفضون الى الان المساس بأسمائهم وتأريخهم وسمعتهم المهنية وتنتشر محالهم في مناطق الكاظمية، وبغداد الجديدة، والمنصور.
بين الورشة والصائغ دائما يلقى بالكرة في ملعب اصحاب ورش صناعة وصياغة الحلي الذهبية، لانهم المسوقون للمحال وهم الطرف الوسيط بين التاجر وصاحب المحل، يقول علي زاجل حميد وهو صائغ: لا نلقي باللوم على المواطن فهو ضحية واحيانا نكون نحن الضحية ايضا فبعض اصحاب الورش يغشنا نحن، فكيف بالمواطن؟!، ومن الضروري ان صاحب الورشة هو من يتعامل مع الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية، لذلك نحن حتى اليوم لا نتعامل الا مع ورش معروفة في المهنة، واصحابها يخافون على سمعتهم و يخافون من الله.

0 التعليقات

المناقشة والتعليقات