علي حنون
لا اعلم، من أين يَستقي (البعض) فكرة أنهم الأفضل في ما يتناولون من رؤى ووجهات نظر ويعتقدون - واهمين - أن رؤيتهم لأمر ما يُمثل قضية رأي عام ويَتحتم على الجميع مباركتهم لها و(التربيت) على أكتافهم بجُمل تُؤطرها مفردات الثناء والإعجاب، وإلا فان (الغاء) الصداقة، سيكون أول الحلول للخلاص من الأسماء، التي يطلق بعضهم عليها، ودون حياء صفة (أصنام).
أخوان، (الفيس بوك) نافذة كونية تجمع الأصدقاء (الحقيقيين والافتراضيين) تحت قبة (عولمة) المشاركة في الخبر والمعلومة والفكرة وتسويق الرأي والاعتقاد والتفاعل بين من تجمعهم مهنة أو فعالية، وليس من الضرورة أن نتعاطى جميعا ذات اللون (ألنقاشي) لنكون ضمن قائمة واحدة، لان الأمر في جوهره يَحمل بعدا إنسانيا محررا من الأفكار العنصرية والحزبية والانتمائية، والذين يَجدون أنفسهم فوق الجميع وينشدون من الجميع الإدلاء بالرأي، عليهم أولا إتباع ذات السبيل، لأنه ليس من المنطق أن يترك الآخرين بصمة رأي أو إعجاب على موضوع لك، وأنت لا يعجبك شيء مما يتناوله غيرك!!!.
أحبتي (الفيس بوك) نافذة جميلة، الغاية منها التواصل والمشاركة والانفتاح على الآخر سواء بالرأي أو الإعجاب أو الاطلاع، فلا تلوثوها بأفكاركم (المتزمتة) ، التي تَنبعثُ منها رائحة (عشق الذات)!، ومن يُريد إلغاء الآخرين من قائمته، ممن لا يجارونه في طروحاته سواء الطائفية المريضة أو المناطقية الضيقة، فليفعل بعيدا عن لغة التهديد والوعيد وليعلم انه هو الخاسر الأول في معادلة رموزها إنسانية وحلولها فكرية.
