صمت يغلف أزقة مدينتنا المبتلاة بالعوز ونقص في الخدمات والماء الملوث بعنجهية نهر القائد ، فقراء بصرتنا تركوا أنفسهم وابتلوا بالوطن ، وطن ذاقوا من قادته على مر العصور مرارات واضطهادات لم تشهده شعوب غيرهم ، الفقراء اصبحوا يتقيئون من شيء اسمه وطن ، لان الوطن الذي لايحترم ابنائه فهو وطن منبوذ ، ثرواتهم يتنعم بها غيرهم بينما جميع البصريون مرهقون تلاحقهم كوابيس الماضي المرير، اصبح التفكير فقط في الأحلام المغيبة وألامنيات المؤجلة و المصادرة بحكم غير قضائي ، قالها الشاعر الجميل داود الغنام ( مرت الايام بينه .. شوك وعتاب او حنين .. واحنه طفلين بهوانه ياحبيبي امكيفين ) وسقط الطغاة ، عام يدفع عام حتى وصلنا الى 2015 لم يتغير شيئا سوى كثرة النفايات وتوفر البيبسي السعودي والكويتي والمحلي ، بقي الإهمال لأبسط الخدمات سائر على قدم وساق ، أغنام وماعز وبقر يتجول في ازقتنا التي تحولت الى مراع متخمة بالفضلات . مياه اسنه ومجار تطفح بين الحين والآخر ، الأمل تلاشى مع كثرت الوعود . فهل نشهد ثورة اعمار حقيقية يقودها المعنيون وتناط الى شركات رصينة لها تجربة وأعمال مماثلة كي لاتتكرر الأخطاء السابقة التي دفع المواطن البسيط ثمنها؟ . لاادري هل يفكرون بما نفكر ، ام اننا اصوات نشاز يتصورون انهم متفضلون علينا لانهم سمحوا لنا ان نبقى على قيد العراق الى الان ! ..