طموح المرأة في التعليم ..
هل يسبب عزوفاً عن الزواج ؟!
اليمامة - ماجدة التميمي
هل ان طموح المرأة بالعمل او الدراسة يدفعها الى العزوف عن الزواج وبالتالي يمضي قطار العمر ولا تقترن برفيق حياتها...وهل يقف التحصيل العلمي حائلاً دون الارتباط بين شريكين ؟!! ...
(اليمامة) استطلعت بعض الآراء حول هذا الموضوع : السيدة الهام عبد الجبار مدرسة وأم لثلاث أولاد تقول : تزوجت منذ حوالي 17عاماً من رجل يعمل سائق سيارة أجرة وأنا حاصلة على بكالوريوس علوم حياة ولله الحمد أعيش حياة هادئة ومستقرة ولم يؤثر تفاوت المستوى العلمي على حياتنا ، وترى ان التفاهم هو أساس الحياة الزوجية والعامل المهم في نجاحها .
فيما يؤكد رافد عبد الصمد موظف في شركة النفط ان المرأة عندما تكمل دراستها فهذا شيء جيد يجعلها على مستوى من التعلم والثقافة لكن المشكلة تكمن ان المرأة كلما حصلت على مستوى دراسي متقدم كلما ازدادت شروطها وطلباتها لمن يتقدم إليها كزوج لذا نرى أن نسبة العنوسة بين المتعلمات أكثر منها بين غير المتعلمات أضف إلى ذلك ان العمر له أهمية بالنسبة للرجل الشرقي عامة والعراقي خاصة فهو يرى ان الفتاة إذا ما تعدت الخامسة والعشرين من العمر أصبحت كبيرة السن وعليه أن يبحث عما هي اقل بكثير من هذا العمر ورغم أن هذه النظرة خاطئة لكن الكثيرين يعيرون لها أهمية فائقة. هنادي محمد ترى أن المرأة يجب عليها ان تحصل على المستوى العلمي اللائق بها فهي بذلك تشعر بمزيد من الثقة والقدرة على مواجهة متطلبات الحياة وهي تؤكد ان عمري تجاوز الثلاثين لكني مازلت اشعر أني شابة وابحث عن الرجل المناسب لي ولا اظلم نفسي بالارتباط بشخص لا يناسبني مهما كانت الأسباب لان سلاح المرأة هو شهادتها الحاصلة عليها .
السيد منذر سعيد طعمة طبيب بيطري يقول نعم اعتبر الدراسة سبب في تأخر زواج الكثير من النساء لأنها تنشغل كثيرا بالدراسة وستكون عائقاً للتقرب الى أي شاب كما ان هذه الفتاة يغريها تحصيلها الدراسي فتضع شروطا للزواج مبالغ فيها ولكن لا ضير في ان تحصل المرأة على المستوى العلمي اللائق الذي يمكنها من التعليم وتثقيف أطفالها حتى لا تخسر حياتها الاجتماعية وتصبح في نظر البعض عانساً من الطبيعي أن طموح المرأة يعتبر سبباً أساسيا لعزوفها عن الزواج بهذه العبارة بدأت الآنسة هبه ياسين حديثها وهي طالبة دكتوراه مؤكدة يجب ان يكون هناك تكافؤ من حيث المستوى العلمي بالنسبة للمرأة والرجل لان هذا العنصر مهم في بناء حياة زوجية مديدة ويساعد على الاستقرار ولاشك ان طموح المرأة عامل أساس لنجاحها خاصة اذا كان طموحها نابعاً عن إرادة وتصميم لتحقيق الأهداف وتضيف أرى ان الرجل العراقي دائماً لا يميل الى الارتباط بامرأة أكثر تقدم منه بالمستوى العلمي ولعل السبب يعود إلى ان الرجل هو صاحب السلطة في البيت ولا يناسبه ان تكون المرأة بمستوى دراسي يفوق مستواه معتقداً ان امرأة من هذا النوع ستسبب مشاكلاً لأتفه الأسباب لشعورها أنها أفضل مكانة منه .
اما السيد ابراهيم ماجد عون اختصاص علم النفس فانه يرى انه ليس هناك ارتباط مابين الطموح لنيل المرأة التعليم ومابين الزواج بالأخص لو كان الشخص المتقدم لديه مؤهلات جيدة بالعرف الاجتماعي الذي ينتمي له الزوج المتقدم إليها لكن في الأعم الأغلب ان تدخلات الأهل بالرفض والقبول يلعب دوراً في هذا المجال مضيفاً ان المرأة العراقية ليس بيدها القبول أو الرفض إنما يعود ذلك الى سلسلة من الأقارب ولو كان الأمر يعود إليها لما كانت هناك نساء فاتهن العمر وهن بانتظار فرصة الزواج.
نسرين طاهر موظفة في إحدى الشركات الاستثمارية وحاصلة على شهادة البكلوريوس في الهندسة المدنية تؤكد ان الحب هو الأساس في الزواج أما ما يدعيه البعض من مال او شهادة أو مركز اجتماعي فهو يزول بمرور الأيام.
وتسرد تجربتها بالقول لقد تزوجت وأنا طالبة في المرحلة الثالثة من كلية الهندسة وزوجي يعمل في محل مواد غذائية إلا انه شجعني طيلة فترة دراستي ووفر لي احتياجاتي حتى كنت أتفوق بسبب وقوفه إلى جانبي وحتى هذه اللحظة يقف معي بكل خطوه أخطوها ، إذن الطموح الدراسي ليست مشكلة في الزواج إنما المشكلة في الرجل بحد ذاته الذي ترتبط به المرأة وما يتمتع به من قدرة على تفهم طبيعة حياتها الدراسية او المهنية ومدى تفاعله معها .
واخيراً تقول نور هادي ربة بيت ان المرأة مهما عملت لتصل الى مركز علمي رفيع المنزلة سيكون مكانها اولا وأخيراً هو المنزل وتربية الأولاد فهذا ما خصها به الله واعتقد ان المرأة التي تفنى حياتها بالعلم والمعرفة هي امرأة تتجاهل انوثتها وتنزع جلدها وتتلون بلون آخر لا يليق بها بمرور الزمن سترى الوضع يتغير والعمر يتقدم عندها ستقول يا ليتني ادخرت اولاداً ليعينوني عند الكبر.
