قحطان جاسم جواد
من أشهر شعراء العراق، يختار مفرداته بعناية، كي تلقى بقارئه او سامعه، وهي تدخل القلوب دون استئذان بسبب شفافيتها ودلالاتها المعبرة.. كاظم اسماعيل الكاطع شاعر كبير قدم لنا قصائد شعرية شعبية حفرت مكانها في الذاكرة، ومما زاد في اوجاع القصيدة لديه الكوارث الانسانية التي حاقت به خلال بضعة اعوام منها وفاة نجله الاكبر ثم اصابته بالشلل النصفي واخيراً رحيل رفيقة دربه زوجته ومع ذلك حين تلتقي بالكاطع تجده يتمتع بصلابة وقوة تلمحها في اصراره على تحدي المحن والحضور الدائم في جلسات الشعر والادب ومواصلة كتابة الشعر..
* سألته في حوار سريع عن واقع الحال في العراق اليوم؟ قال كاطع.
- بصراحة، الامور غير واضحة تماماً، صحيح نحن تخلصنا من نظام قاس، لكننا نعيش اشياء اخرى مثل فقدان الامن وغياب الطمأنينة من نفوسنا، وهي اشياء خطرة جداً.
* والحل باعتقادك؟
- الحل عند اهل الحل، وهو متروك للسياسين، وانا لا اشك في مقدرتهم على ان يلتئموا فيما بينهم رغم اختلاف التيارات والمذاهب. فالجميع كان متضرراً. لذا اجد ان الامر يحتاج الى مدة طويلة حتى نصل الى مستوى من التوافق الذهني ونتجاوز ما نحن فيه.
* ما انعكاس ذلك على الشعر وعليك بالذات؟
- بالنسبة لي كتبت اشياء ذاتية لنفسي لم يرها احد تعالج اموري الخاصة بعد اصابتي بالجلطة والشلل ووفاة زوجتي وقبلها ولدي.
* بعض الشعراء تحول من مدح النظام السابق الى النقيض؟ فكيف ترى ذلك؟
- هناك بعض الشعراء يصلحون لكل زمان ومكان لذا لاتعجب مما يحصل اليوم.
* هل انت كاتب تحت الطلب؟
- وكأن السؤال اثار استفازه فرد بحدة، كلا، ابدا لكن احيانا نكتب عن قضية شخص عاش مشكلة ما، وهو شائع في الشعر.
* وهل تعرضت لمضايقات من النظام السابق؟
- هناك موقف كاد أن يلف حبال المشنقة حول عنقي لولا رعاية الله فعندما كنت رئيسا لجميعة الشعراء وكتاب الاغنية ايام التجمع الثقافي وكنت مستقلا في انتمائي السياسي وكنت اعمل مع اعضاء شعب وفرق حزبية وضباط امن ويبدو انهم لم يرغبوا في مواصلتي العمل معهم فكتبوا تقريرا عني بأنني شيوعي سابق وجعلت مقر الجمعية ساحة للشيوعيين بالاضافة الى انني تهجمت على ام عدي، فاصدر عدي صدام حسين امرا بالقاء القبض علي واحالتي الى التحقيق وبقيت سجينا لثلاثة شهور في التحقيق لكن نزاهة بعض اعضاء اللجنة التحقيقية مثل المذيع غازي فيصل والفنان المرحوم عارف محسن جعلت حبل المشنقة يبتعد عني واكتفوا باخراجي من الجمعية.
* يقال ان بعض قصائدك كانت مناهضة للنظام السابق؟
- نعم، معظم قصائدي ان لم اقل كلها كانت مناهضة وكنت امررها بذكاء، وقد قرأت الكثير منها في مهرجانات جرش وقطر وفي تونس والامارات العربية، وقد اثار ديواني نعش النهر مشكلة مع الرقابة اذ بقي لستة شهور ثم احيل الى مجلس لا علاقة له بالشعر واعاده الى مجلس الرقابة ثم قدم الى مكتب وزير الثقافة والاعلام في عام 2001 فاضطر الى اجازته على مضض وقد تزامن مع الموافقة التي منحت لديوان الزميل الشاعر عريان السيد خلف .
